اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمزت ابراهيم عليا
خرجت لا أبحث عن شيء ، كأني أحاول الهرب من ذاتي ، ورحت أتجول على شواطئ همي ، ومنعطفات أحزاني وأوجاعي ، وساقتني أقدامي على منعرج لا احد فيه ، بعيد عن حركة الناس وفيه هدوء مخيف مرعب في زمن الضجيج ، ودوي القنابل .... فإذا بهذا (الأزرق ) الذي لم أره يوما لكنني عرفته من نظرة الحزن في عينيه ، ومن سمو الكلام على شفتيه .... شددنا الأيدي بحرارة اللقاء وجلسنا نتبادل بعض حديث يتحكم في منافذ الأذهان
قال : أنا من بلد الجمال والخضرة والياسمين ، بلد الفاتحة في الربيع العربي ، بلد الثقافة والوعي ... حضنته ، ضممته كأنني أضم البوعزيزي ، أو أضم الزيتونة النابتتة في قلبي قبل الأرض
ـــوأنا من بلد الموت المستمر ، بلد الياسمين الذي احمر لونه ، بلد تعنت الطغاة وهم يسجلون أنفسهم كأقسى مجرمين على مر الزمن في وطن الإباء والرفض ،
هناك يا سيدي كل واحد ينتظر الموت قتلا ، وما أصعب أن تكون دوما على حافة قتل أو سجن أو تصبح أشلاء تتبعثر ،هناك يا سيدي وجع التاريخ والجغرافيا ،
ـــ دمعت عيناه هذا الأزرق ، وراح يتكلم برقي حرف أتعبني بملاحقته ، لكنني شعرت الوجع يمارسه ، وهو يمارس الصبر مثلي ،
ـــ قلت له عندنا أغنية شعبية : من تونس هلت البشاير ... بوعزيزي يا خيي يا ثائر
ـــ قلت له : لم نتعلم بعد معنى الثورة بل فهمناها انقلابا على طغيان حاكم ، يا أخي هي عملية مستمرة لتغيير مفاهيم ومعتقدات انغرزت فينا : في نفوسنا وعقولنا ، في سلوكنا ، وكان المجرمون يزرعون الدمار في قيمنا ، ولنا في سيرة الشعوب التي سبقتنا خير أمثولة
ـ قال أنت القادم الثاني فأدعوك لشرب كوب شاي تونسي
ــ قلت بشرط في المرة القادمة أدعوك لشرب كوب من عصير توت الشام
سرقنا الوقت فتواعدنا على لقاءات أخرى وما إن وقفنا حتى رأينا هيام صبحي نجار بادية الوقار قالت أنسيتكم أختكم التي عانت مع الأفكار اليعربية طويلا ، وهي من بلد تعشعش فيه الطائفية المقيتة ، فيغدو أرزه حزينا باكيا ، وتتناوب عليه رزايا الحقد البشري ، ودسائس الآخرين أعرفتما من أين أنا ؟ قلنا بصوت واحد: من بلد الجمال والشعر والثقافة ، ووعدناها أن نلتقي مرات كثيرة.... ما أسعدني بك أيها الفرج القادم من فجر ربيع سيتجدد في شآمي ، وما أشد فرحي بلقاء أرزة سامقة الحرف ، ... لا وداعا بل إلى لقاء
|
................
أخي الغالي رمزت ابراهيم عليا
يرتل حرفك شتى مواعيد للفرح ..
بذخت القلب ودا و تسامقت مجازاتك أكثر من لقاء ..
خالص المحبة و التقدير أيها الغالي
