الحجاج يقدم أوراق اعتماده
طفول ، نقطة دم في عيون الخليج ،
- استشهدت
وداعا أيتها الفتاة الحلوة ، أيتها
الوردة الفاتحة ، ستذهبين
صوب الحب وسأذهب صوب الموت .
(لوركا)
أما آن لهذا الفارس أن يترجل
أسماء بنت أبي بكر
لابنها المصلوب عبدالله بن الزبير
نخلة بين الأغاني ، هل فم ينقع فيه السم يعطي؟
كيف لا تسقط هذي الشمس في حضن السبايا ؟
حربة الحجاج تصطاد الغزالات . ونحن
أين نحن ؟
لا تقولوا هزنا الشوق إلى فوق ،
سقطنا
لغة الترياق والموت تصير الآن قرآنا بخط النسخ
لو كنا مجانين قرأنا
(واستحالت عوسجات الصحراء
أمراء .
واستحلنا نهرا يسقي جذور
العوسج البري بالدم،
ونحن الفقراء)
لا تقولوا : كيف ؟
كانت طفلة في رئة الرمح
تجز الليل من بطن الجديلة
نفضت كل عباءات القبيلة
و انتضت سيفا وماء
فبكوا لما رأوها وردة تشرب في جمجمة الأعداء
واغتالوا حنين الصوت فيها ،
ألف قد علمتنا لغة نقرأ فيها
ياسمين الزمن البكر ،
رغيفا يحلم الأطفال فيه برزخا للشمس
سيفا أحمرا ،
أو برتقاله .
آه لكنا مضغنا لذة الخوف،
انزعوها شوكة القلب
وكونوا نخلة بين الأغاني
( هل نهز الجذع يساقط زيتا
أم نهز الجذع يساقط موتى ؟)
يسكت الصوت الذي يأتي من الخلف
وترتاح الملايين من النوم،
وتأتي المفردات هاربات
من قواميس المراثي
كالحمامات التي عذبها الحب وأبكاها الفراق .
هكذا ، رأسها في الرياح
تقصم ظهر الملثم ، وابن جلا واقف
يجلد العسكر المستباح
(وضعت العمامة لكنهم جهلوني
وردوا السيوف لنحري
وهزوا عروش الخليفة)
أخبرونا ، هل وراء الشجر اليابس عصفور
وهل قبر يصلي ؟
لو قرأتم سورة الحجاج،
لو نافذة مثل بلادي
ثم آه
حين نامت طفلة في دم لوركا
واستفاق الزنبق الوحشي فينا
كسرت قافية السلطان بالورد الجميل
كيف لم نعرف حكاياها وكيف
زينوا كل شريد في بلادي بشذاها .
لم تصر( كانت) ولكن أصبحت جرحا بهيج
آه يا لوركا ،
أغانيك تصير الآن دفئا
لتراب الحب في غر ناطة أو في الخليج .
نخلة تعطي .
احتراقـا أيها الغصن
و لام تنثني تحرث صدر الآخرين
كل شيء يغرق الآن بضحكات القتيل
و طفول
تزرع الألغام في كل الجسور
وبلادي في ظلام اللحظة الملتهبة
ألبسوها زمنا من ورق الخيش المقوى
و طفول
تركب القافلة القادمة الآن إلينا بالهدايا
حيث تساقط شمس فوق أحضان السبايا .
تقدمت في رئة المدينة
وخاطبت بالجرأة الحزينة :
( ترجل أيها الرجل المسافر في قتال العسكر الوحشي آن لك الأوان.
عرج على تلك الخيام لكي تنام . و طفول تغسل كل ليل، يستحيل
الجرح في يدها رسائل تحمل البارود توصلها لأطفال يصيرون انتفاضات أليفه
آه عبدالله لو جزر الغياب وساحل الزيت استكانوا، مت في خشب الصليب .
آه لكن سوف تمشي مثلما يمشي الحبيب إلى الحبيب)
و الخاء ترفع رأسها مزدانة بالبرق والآيات
ترفض نفسها الأشياء، والخبز البعيد عن البطون،
أغنية رفضية فقدت ملامح وجهها
والجوع لحن مجرم ، لو يعرفون .
( هل مشينا
هل يمد الظل أقداما على الأحياء
هل تأتي وريقات الشهادة من دم الحجاج
نرفضها ونرفض ساكنيها )
نجمة كانت وما زالت يسيل على دماها
عطر .
تعالوا . قالت الأخبار . هل صدقت،
وهل ذهبت إلى الأرض
استحالت طفلة أخرى تعيش على هواها ؟
علمتنا كيف نختار الورود بدون خوف الخنجر البراق
لام ترسم الأغصان
كيف نكون لغما في سطور الشعر
نفتح شرفة في البيت،
آه أدركونا