الصلاة على النبي
(صلى الله عليه وسلم)
(التسرع فيها خطأ شائع)
بقلم د./ يحيى محمود التلولي
لاحظت أمرا يصدر كثيرا عن الناس، لا أعرف حقيقة سببه، هل لجهل فيهم، أم لشدة حب للنبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فعندما نقرأ أو نسمع قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (الأحزاب، الآية: 56) نسارع بالقول (اللهم صلّ وسلم وبارك على محمد، أو غير ذلك من الصلاة والتسليم) وهذا التسرع خطأ. لماذا؟ لأننا وضعنا أنفسنا في مقام غير مقامنا، فهذا أولا مقام الله –عزّ وجلّ-، ثم مقام الملائكة، ولكن مقامنا يأتي بعد قوله تعالى: " ... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا". فبعد الانتهاء من الآية، نصلي ونسلم على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهذا من باب التأدب والأدب مع الله –عزّ وجلّ- واعلم أخي المسلم –هداني وإياك الله- أن الصلاة على النبي من الله : الرحمة، ومن الملائكة: الاستغفار، ومن المسلمين: الدعاء. وقال بعض أهل العلم منهم: أبو العالية، وابن القيم، وابن عثيمين أن الصلاة عليه: الثناء عليه في الملأ الأعلى. أما التسليم: الدعاء له بالسلامة من كل آفة دنيا وآخرة، ويلحق ذلك شرعه وسنته. والله تبارك أعلى وأعلم.