من حكايات دنيا النسوان
الحكاية (36)
كلمةُ بِكَفٍّ(*)
بقلم/ د. يحيى محمود التلولي
إنها سطوة الرجل التي لا تعرف للرحمة سبيلا، وضعف المرأة واستضعافها الذي لا يعرف للعزة والكرامة طريقا، كيف لا؟! وذلك الموروث السيء من العادات والتقاليد التي تتنافي مع كافة الشرائع السماوية.
فقد جاءت الجاهة والوجاهة؛ لخطبة ابنة أبي مصطفي المصونة، والاتفاق على مهرها، وما أن تمّ الاتفاق، فإذا بإحدى النساء تزغرد، فقام أبو مصطفى من مكانه غاضبا، وكأن جريمة حدثت في بيته، فوقف على عتبة باب البيت قائلا: (اسكتن يا بنات، معيه)، فجاءت إليه زوجه فرحة تظن أن كلمتها ستجد لها صدى عنده، ولم تدرِ الحزينة ما عاقبتها حين قالت: (خليهن يفرحن)، فإذا به يرفع يده للأعلى، ثم تنزل كالصاعقة على خدها، ضاربا بعرض الحائط كل القيم الأصلية والنبيلة، ولم يحفظ ماء وجهها أمام الحضور، تبدلت فرحة الجميع إلى الحزن والألم، وخصوصا العروس التي جرت نحو أمها تمسك بها مخافة الانهيار، ودموعها تذرف حسرة وألما على كسر خاطر أمها الذي لا يُجبر، وإهانتها إهانة لم ترحم كبر سنها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) من ذكريات الطفولة.